Monday, July 28, 2014

القسام تتبنى قتل 16 جندياً إسرائيلياً... ونتنياهو يواصل العدوان

نقل أحد جرحى الجيش الإسرائيلي في القصف الذي استهدف الاثنين تجمعا عسكريا في مستوطنة أشكول (الأوروبية)

نجحت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، في التسلل "خلف خطوط العدو" مرة أخرى، ملحقة المزيد من الخسائر في صفوفه، فيما قلل المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن حرب طويلة ضد غزة، مشيراً إلى أنها تعبّر عن انكساره أمام المقاومة. كما أكد أن هذه التهديدات لا تخيف "حماس" ولا الشعب الفلسطيني.
وأشارت كتائب القسام إلى أن تشكيلاً قتالياً من قوات "النخبة القسامية" عديده تسعة مقاومين، تمكن عند الساعة 6.45 من مساء الاثنين، من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط الاحتلال.

وهاجم المقاومون برجاً عسكرياً محصّناً ضخماً تابعاً لكتيبة "ناحل عوز" فيه عدد كبير من جنود الاحتلال وأجهزوا على جميع من فيه.

كما كشفت "القسام" أن مقاتليها حاولوا أسر أحد الجنود، ولكن ظروف الميدان لم تسمح بذلك، مشيرة الى أن مقاوميها تمكنوا من قتل 10 جنودٍ وإصابة آخرين. كما تمكنوا من اغتنام قطعة سلاح من نوع "تافور" قصير، وهو السلاح الذي يحمله جنود النخبة الصهاينة.

يذكر أن هذه العملية هي الخامسة، التي تباغت فيها الكتائب قوات الاحتلال ومناطق "غلاف غزة"، من خلال الأنفاق الأرضية، التي يقول الاحتلال إنه قام بتدمير جزء كبير منها في عدوانه البري.
وقبل ذلك، أعلنت مصادر إسرائيلية متعددة، أن 6 جنود قتلوا، على الأقل، بعدما سقطت قذائف هاون مصدرها قطاع غزة، على تجمع للجنود في مستعمرة أشكول، شرق بلدة خزاعة، جنوب القطاع، فيما أشارت القسام إلى أنها استهدفت الحشود شرق خزاعة بـ 5 قذائف هاون 120.
وذكرت القسام أن مجاهديها رصدوا حشوداً عسكرية تقدمت من منطقة "قلبة" رقم 2، إلى شرق خزاعة، داخل أراضي قطاع غزة، ومن ثم تم توجيه مفرزة من المدفعية إلى المكان، إذ قامت بقصف هذه القوات بـ(5) قذائف هاون من عيار 120 ملم، فسقطت هذه القذائف بشكل مباشر على تجمعٍ للجنود لا يقل عددهم عن 70 جندياً.
وقالت القسام: "ظنّ العدو المجرم أنه قضى على المقاومة في بلدة خزاعة الصامدة، ولكن ضربةً موجعةً جاءت له من تحت الركام ومن حيث لا يحتسب، إذ سطّرت خزاعة، اليوم، ملحمة بطولية لتنتقم لدماء الأبرياء من الأطفال والمدنيين، ولتثبت للعدو أن شعبنا ومقاومتنا لا تعرف الانكسار، وأنه كلما زاد من عنجهيته ووحشيته، ستزداد مقاومتنا ضراوةً بإذن الله".​

من جهته، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 9 من جنوده، اليوم، في غزة. وقال إن تسعة من جنوده قتلوا في هجمات منفصلة، بينهم أربعة قتلوا بقذيفة هاون وخمسة آخرين قتلوا في معارك بالقطاع.

 من جهته، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل لن توقف عدوانها قبل تحقيق أهداف الحملة، وعلى رأسها إزالة خطر الأنفاق".

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع، موشيه ياعلون، إن "إسرائيل سبق أن طرحت موضوع تجريد سلاح المقاومة، وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح، ولم تتم الاستجابة لهذا المطلب".
واعتبر أن "هدم الأنفاق وإزالة خطرها، هدف ضروري لإسرائيل تثبت حاجته اليوم أيضاً، وهي خطوة أولى وضرورية لنزع سلاح غزة، ويجب أن يكون هذا جزءاً من الحل".

وأضاف: "المجتمع الدولي يجب أن يطالب بذلك بشدة، بدلاً من السماح بمواصلة إدخال الأموال إلى غزة وحماس، والإسمنت لبناء الأنفاق. يجب أن يكون ذلك تحت الرقابة والسيطرة".

وادعى نتنياهو أن "حماس خرقت كل الاتفاقيات لوقف إطلاق النار، وعلينا أن نكون مستعدين لمعركة متواصلة، وسنواصل العمل بشدة حتى إكمال مهمتنا بحماية مواطنينا وجنودنا وأولادنا".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيع ياعلون ، فقد كرر لازمة أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته العسكرية ضد حماس، وأن الأخيرة منظمة إرهابية تستغل مواطنيها كدروع بشرية".
إنذار بإخلاء الشجاعية وجباليا والزيتون 
من جهته، أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، أن الجيش "يواصل اليوم ضرب أهداف حماس". وزعم أن الحركة "تلقت ضربات موجعة". كما حذر أهالي غزة "من البقاء في مناطق القتال، التي تنشط فيها حركة حماس، لأن الجيش الإسرائيلي سيضرب هذه المواقع".

وكان الاحتلال قد بعث برسائل الى آلاف الفلسطينيين، الذين يعيشون في أحياء في محيط مدينة غزة، يطلب منهم فيها مغادرة منازلهم فوراً، واستهدفت الرسائل سكان حي الشجاعية المنكوب، وحي الزيتون، ومحيط منطقة بلدة ومخيم جباليا.
في غضون ذلك، أتت تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، متناغمة مع تصريحات نتنياهو، في ما يتعلق بنزع سلاح حركة "حماس".
واعتبر كيري، في تصريح للصحافيين في واشنطن بعد وصوله من الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، أن  "أية عملية لحل الأزمة في غزة بطريقة دائمة ومهمة، ينبغي أن تؤدي الى نزع سلاح (حماس) وكل المجموعات الإرهابية". وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه سيواصل العمل "على وضع اتفاق لوقف إطلاق نار انساني من دون شروط".
وأوضح أن مثل هذه الهدنة "قد يتم الاحتفال بها في العيد (عيد الفطر) الذي يبدأ الآن، وستضع حداً للمعارك وتسمح بنقل المواد الغذائية والأدوية الى غزة، وستوفر لإسرائيل وسائل الرد على التهديد، الذي تطرحه الهجمات عبر الأنفاق، تهديد نتفهمه بشكل تام وهو حقيقي"، متجاهلاً المجازر التي يرتكبها الاحتلال بما في ذلك يوم العيد. ورأى أن "الزخم الذي يسببه وقف إطلاق نار إنساني هو أفضل وسيلة لنكون في موقع تفاوض بين الطرفين المتحاربين".

أما رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوجان، فاعتبر أن "وجوه إسرائيل وكل الدول الصامتة أمام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ملطّخة بدماء الأطفال الأبرياء".
وأكد إردوغان، في كلمة له خلال حفل معايدة لمنتسبي حزب "العدالة والتنمية"، الذي أقيم في إسطنبول، أن بلاده "تسعى ليلاً ونهاراً من أجل التوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق نار، إلا أن إسرائيل تواصل انتهاك حقوق الإنسان ولا تعترف بحقوق الفلسطينيين منذ عشرات السنين".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، والعديد من الدول، يصمت أمام ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وإبادة جماعية في قطاع غزة، قائلاً: "إسرائيل قتلت نحو 1100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، ولا تزال تلقي بالقنابل على رؤوس الأبرياء، وبعض الدول تبرر لها ما تقوم به، زاعمة أن (حماس) تطلق صواريخ ويحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها".

No comments: