Monday, September 22, 2014

عاصفة انتقادات للصدر بعد حضوره عزاء عنصر من «حزب الله» قتل في العراق


بغداد ـ «القدس العربي»: أثارت زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر إلى لبنان لمجلس عزاء أحد عناصر حزب الله الذين قتلوا في العراق حملة انتقادات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي رأت فيها تشجيعاً لمزيد من التدخل الاقليمي وبدوافع طائفية بحتة في الشأن العراقي.
فيما استفسر مغردون على موقع «تويتر» عن رد فعل المرجعيات الشيعية، في حال قيام رجال دين سنة بحضور مجالس عزاء عناصر في «داعش» قضوا في العراق.
وكتب الدكتور حسام العلاف في صفحة «الأنبار ساحة العزة والكرامة» على موقع التواصل «فيسبوك»، إن الزيارة التي قام بها مقتدى الصدر من أجل التعزية بعنصر ميليشياوي قتل في العراق تحمل دلائل كثيرة، وفي مقدمتها أن الطائفة أصبحت مقدمة على كل ولاء آخر.
وأشار إلى أن عنصر حزب الله الذي قتل في العراق كان في مهمة قتالية، ومن المؤكد أنه قتل بضعة عراقيين قبل أن يتم قتله.
وبين العلاف، أن عناصر الميليشيات متورطون إلى أبعد حد في دماء العراقيين، وهو أمر معروف للجميع، وبالتالي فإن زيارة الصدر تحمل رسالة لا يمكن ترجمتها إلا بعبارة «إن القاتل الذي ينتمي لطائفتي هو أحب الي من المقتول الذي ينتمي لبلدي». في واحدة من الصفحات السنية البارزة، وهي «حراك» رأى المدون بلال الصالحي، أن الزيارة التي قام بها زعيم التيار الصدري الى لبنان هي إقرار بشرعية تنقلات الميليشيات بين الدول وقتالها هناك، وأن الزيارة ستتكرر لاي عنصر من هذا الحزب يقتل في العراق أوسوريا أو البحرين واليمن.
وتابع أن سكوت الجميع ومنهم الحكومة اللبنانية على هذه التحركات من شأنها أن تدفع الاطراف الأخرى الى المطالبة بإقامة مجالس عزاء حتى لعناصر داعش الذين يقاتلون في العراق، ومن ثم يقوم رجال الدين السنة العراقيون بزيارة مثل هذه المجالس ومن باب الرد بالمثل.
ونشرت مواقع عراقية صورا وأنباء مختصرة لزيارة مقتدى الصدر الى قرية البازورية التابعة لقضاء الصور في جنوب لبنان وذلك لحضور مجلس عزاء أحد عناصر حزب الله الذين قتل لدى قيامة بمهمة قتالية داخل الاراضي العراقية.
وفي السياق ذاته، أوضح مدون في صفحة «الثورة العراقية الكبرى»، أن المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين يعملون بشكل علني في العراق، ويشرفون على إدارة المعارك وفي مقدمتهم قائد الحرس الثوري قاسم سليماني الذي قدم نفسه كقائد للهجوم الواسع الذي قامت به القوات العراقية على بلدة آمرلي قبل أقل من شهر.
وأضاف سمير الشبيبي، أن جنازة رسمية أقيمت في طهران لطيّار برتبة عقيد قتل أثناء تنفيذه طلعة جوية لضرب أهداف في مدينة سامراء شمال بغداد، وهناك جنازات تنظم بالضاحية الجنوبية في بيروت لعناصر لبنانية قتلت في مهمات قتالية داخل مدن العراق وجميع هذه التحركات تتم بتنسيق مع المرجعيات الشيعية وتغطية من الجهات الرسمية في العراق.
من جهته، نعى حزب الله اللبناني المقاتل حسن محمد خليل نصر الله المنحدر من قرية البازورية في الجنوب اللبناني وهي ذات القرية التي ولد فيها زعيم الحزب حسن نصرالله، فيما اكتفى بيان النعي بالإشارة إلى أن «شهيدهم» سقط في العراق أثناء الدفاع عن المقدسات، بحسب نص البيان.
وحول الجملة الاخيرة من البيان، فإن المحلل السياسي عدنان الحاج أوضح لـ«القدس العربي»، أن عبارة «الدفاع عن المقدسات» هي مجرد حجة تقدمها الميليشيات الشيعية لتبرير الهدف الطائفي الذي يقودها للقتال في سوريا والعراق، مبيناً ان واجب الدفاع يقع على الحكومات التي ترأس البلدان الحاوية لهذه المقدسات وليست من شأن الميليشيات التي باتت تشكل دولا مستقلة داخل بلدانها الأصلية.
ولفت إلى أن تبرير قتال الميليشيات وتشجيعه من قبل القيادات الدينية والرسمية في العراق سيقود الى حركة مقابلة تطالب الدول الاخرى بالكف عن ملاحقة مواطنيها الذين يقاتلون سواء في العراق وسوريا، والامر سيفتح الباب على اسئلة تطرح عن التدخل الدولي في هذين البلدين والدعم بالاسلحة وتوفير الغطاء الجوي الاجنبي، متسائلا «هل سيكون بجانب حكومة رسمية ام مجموعة ميليشيات من عدة دول اجتمعت لتأييد النفس الطائفي ليس الا؟».
وكانت مصادر من داخل «حزب الله» سربت في بداية آب /أغسطس الماضي أنباء عن مقتل قيادي كبير يدعى ابراهيم الحاج في معارك بالقرب من مدينة الموصل التي سيطر عليها مقاتلو تنظيم «داعش»، بينما رفضت قيادة الحزب التعليق على الخبر، واكتفى ناطق رسمي بالقول بأن الجنازة الضخمة التي جرت في بلده قلية بشرق لبنان كانت لشخصية رفيعة في الحزب.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت نددت مجموعة «دول أصدقاء سوريا» بجميع المقاتلين الأجانب في سوريا والذين يقاتلون بالنيابة عن النظام وخصوصاً عناصر حزب الله، مؤكدة أن مشاركتهم في القتال يزيد حال تدهور حقوق الانسان والاوضاع الانسانية تفاقماً، بالإضافة الى تأثيره السلبي على المنطقة.

No comments: